أيها الأحبة ! لقد أظلَّكم شهرٌ كريم ، وموسم عظيم ، فيه تضاعف الأعمال ، وفيه يتسابق الصالحون ، لأنه شهرَ طاعةٍ وعبادة ، ولأنه شهرٌ جعله الله للتنافس بين عباده ، شهرٌ ورد في فضله آيات وأحاديث بيِّنات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة ، وغُلِّقت أبواب النار ، وصُفِّدت الشياطين  . وفي رواية : ويُنادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر .
وقال صلى الله عليه وسلم :  كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي . وللصائم فرحتان : فرحةٌ عند فطره ، وفرحةٌ عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .

فيا أيها الأخوة اغتموه بالطاعات ، وأكثروا فيه من الأعمال الصالحات ، أحيوا ليله بالقيام فإنه من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ، واجتهدوا فيه بقراءة القرآن ، فهما من أجلِّ ما يُتقرَّب فيه .. واجعلوا للذِّكرِ فيه نصيباً ، والصدقة والتفطير فإنَّ من فعل ذلك كان للأجر مُصيباً , فإنه من فطَّر صائماً كان له مثل أجره ، ولا تنسوا العمرة فيه ، فإن  عمرة في رمضان تعدل حجة  قال صلى الله عليه وسلم تعدل حجة معي  .

وتأمَّلوا حال السلف فيه ، فقد كانوا يقومون حتي يعتمدوا على العُصِيِّ من طول القيام ! وكان منهم من يختم في رمضان ستون ختمة – وهو الشافعي – ، ومنهم من يختم في كل يوم مرة – وهو عثمان – ، ومنهم من كان يختم كل ليلتين – وهو الأسود – ، ومنهم من كان يختم في كل ثلاث ، ومنهم من كان يختم كل سبع ، ومنهم من كان يختم كل
عشر !! وكان لهم من كل عملٍ صالح نصيب . فاستغِلّوا شهر الرحمة والغفران ، بطاعة الواحد الدَّيان ، فما هو إلا أياماً معدودات ، عمَّا قريباً راحلات ..

شارك الخبر