الحمد لله والصلاة والسلام على من لانبي بعده ..
وبعد ..
حدثتني إحدى الأمهات عن حادث ابنها الشنيع الذي لازال عالقاً في ذهنها تقول : بينما نحن ننتظر وصول ابني من سفره ليلة العيد لنعيش فرحة العيد سوياً ، إذ بطارق يخبرنا بأن ابني قد اصطدم بشاحنه وحالته حرجة جداً ، اسودت ليلة العيد وذهبنا جميعاً إلى المشفى لرؤيته تقول كان في حالة يرثى لها كأنه جنازه وبعد أياااام كانت تمر كالعام أفاق ابني من الغيبوبه ولله الحمد وكأن الحياة عادت لجسدي وعاد ابني معنا إلى البيت والسعادة لاتفارقني وبعد استعادته عافيته وعودته الى عمله بعدة أيام إذ بالجميع يزورونني في يوم يومٍ واحد وجوالاتهم لا تكف عن الرنين ولكن شيئاً غريباً يحدث جميعهم لايجيبون على أجهزتهم أمامي ، جميعهم يبتعدون ثم يجيبون ، جميعهم ملامحهم مضطربه ، وبعد إصراري الشديد عليهم قالوا لي ابنك اصطدم مرة أخرى وحالته حرجه أيضاً سنذهب إلى المشفى لرؤيته ولكنهم لم يذهبوا إلى المشفى ذهبوا الى جامع الحي !!! مالذي يحدث سألتهم مابكم ؟؟ ألن نذهب لرؤية ابني ! قالو بلى ولكن بعد الصلاة . انتهت الصلاة هيا بنا إذا بالإمام ينادي ((الصلاة على الميت يرحمكم الله)) ، قالوا: سنصلي على الميت وبعد انتهاء الصلاة اجتمعوا حولي قالوا هيا وذهبت إلى السيارة قالوا : لا تعالي هنا عند الجنازه .!!! أهو ابني ؟! قالوا تعالي ودعي الجنازه ، أتيت مسرعه إِنهُ ابني . إِنهُ ابني كيف مات ؟ ألم تقولوا حادث ؟؟! قالوا : لا بل سكتةً قلبيةً ?
حينها تمنيت لو أني أنا الجنازة . ابني لم يبلغ ٢٣ من عمره بعد ، ابني صغير لم يعش حياته بعد ،،، ولكن هادم اللذات لايعرف صغيراً ولا كبيراً .
انتهى حديث الأم التي مازالت تبكي على فراق ابنها الذي قضى ٥ سنوات تحت التراب ، أسأل الله لها الصبر والسلوان وأن يجمعها بابنها في أعلى جنان الخلد .
وفي ذلك رسالة إلى كل من يظن أن الموت لايأتيه إلا بعد عجز أو أنه ما زال صغيراً أو أنه لن يموت إلا بعد مرض أو أي مقدمات ، الموت لايستأذن ، لو كان كذلك لما مات العصاة على عصيانهم ولا مات الكفار على كفرهم ..
عليك أن تستعد وتنتظر الموت في أي وقت وفي أي مكان ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

شارك الخبر