الحمدلله العلي الجواد، هدى لدينه العباد، ومن يضل لله فماله من هاد ، 
والصلاة والسلام على خاتم الانبياء صاحب الرسالة والجهاد ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم التناد.وبعد :
 فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين،
 بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد أثنى الله على رسوله صلى الله عليه وسلم
 بحسن خلقه والفاظه فقال: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]

فإن من إحدى مقاييس أخلاقك ” الفاظك” فلا تتقلب بين الرُقِي والانخفاض بها ، بناءً على مُستوى من يَقِفُ أمامك ! فألفاظك تدل على شخصيتك وتميزك في قلوب الناس والبشر ، فانتقِ الفاظك جيداً ، فبعض الكلمات تبدو تافهة في نظرك ،ولكنها في نظر غيرك ذات وقع عميق في الذات !
 إنَ طَريقة حَديثُكْ مَعْ الآخرينْ تَكشُفْ كَثيراً مِنْ جَوآنبْ شَخصيتُكْ وَلو كَآنَ لِقآؤكْ بِهُمْ قَد حَدثَ مَرة وَآحِده !! فالألفاظ الحسنة دائما ما تعبر عن قائلها ولنا في القران اسوة حسنة ?
 فما أوضح الفرق بين من يتحدث بالخشونه والجفاف وبين من يقطر حديثه رقه وعذوبه ،أصبحنا الآن في عصرنا هذا نفتقد الألفاظ الراقية ، الجميلة ، العذبة?..
 أصبح معظم الناس يتلفظون بألفاظ جارحة، قاسية، بذيئة جدا ،والتي لا أستطيع ذكرها كتشبيه الإنسان بالحيوان والأشياء القذرة أكرمكم الله ، وأيضا هناك ألفاظ تسيئ إلى الآباء والأمهات أعزهما الله ..
 قال تعالى (وَ لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَ حَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَ فَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )
 فلا يجوز التلفظ بالألفاظ البذيئة التي تخدش الحياء كما أنه لا يجوز مناداة الآخر بلقب سيئ كتشبيهه بالحيوانات ولو على سبيل المزاح، وهذا الأسلوب من التنابز بالألقاب الذي نهى الله عنه فتجب التوبة منه وأيضا هذه الألفاظ تدخل في الجنايات التي لو قيلت لشخص وجب تعزير القائل وتأديبه ..
 لأن المؤمن طاهر الجنان عف اللسان؛ ليس بفاحش ولا بذيء؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: « ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» فعلى المسلم أن يتقي كل كلمة قذعة خبيثة تذهب مرؤته وتنفر الناس من لقياه؛ وقد قال سبحانه { إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}فكل كلمة تنطقها أنت تحاسب عليها فربما كلمة تنطقها تهوي بك إلى نار جهنم والعياذبالله ..
 بعد كل هذا هلْ تَعجز أنْ تَصنعْ مِنْ لسآنِكْ ألفآظاً عَذبَة وَحُروفاً رَقيقة تُضفيْ عَلى شَخصيتك ؟
 أَنآ لآ أدعوك الى التصدق ؛ لكِنْ ألآ يُمكِنُكْ أنْ تُعَوِد لِسآنَكْ النُطقْ بمثلْ تِلكَ الألفآظْ النآعِمة !!
 يجب علينا جميعا استخدام الحكمة والموعظة الحسنة في تعويد كل أفراد أسرتنا ومجتمعنا على النطق بالكلام الطيب مع التأكيد على أن ذلك من مقتضيات الإيمان.
 ويجب على كل من ابتُلي بعدم استقامة لسانه أن يتوب إلى الله ويحذر من كل عبارات السب والشتم والتنابز بالألقاب حتى لا يقع في الفسوق والظلم، ويلتزم بقوله تعالى ( وقولوا للناس حسنا ) وسأل الله رب العرش العظيم أن يهدينا لأحسن الأخلاق وأن يصرف عنا سيئها إنه سميع مجيب الدعوات 

شارك الخبر