حين تخاطب أحدا فخاطبه بما يعيه و يفهمه و ليس بما تعيه و تفهمه ، في عهد موسى عليه السلام كان السحرة يعيثون في الأرض فسادا ، و حين دعا موسى فرعون للإيمان كان فرعون له بالمرصاد و جمع السحرة ليبرهن للناس كذب و زيف ما جاء به موسى نبي الله ، فأعطى الله معجزة لنبيه تخاطب عقولهم و تبث الإيمان لنفوسهم .

حين يثقل الكلام المشين ظهرك فالزم الصمت و لا ترد فالمؤمن لا يخاف الظلم ، في عهد زكريا عليه السلام و حين وضعت مريم العذراء وليدها كان قرارها الصمت تنفيذا لأمر الله .

حين يحارب الناس إيمانك و قيمك فأثبت عليها ، في عهد محمد صلى الله عليه وسلم و حين طلب منه عمه أبا طالب أن يتوقف عن الدعوة لله خوفا عليه من مشركي مكة كان الإصرار واضحا عليه فكان إصراره سببا لإيمان الكثير .

لا تبالي بمن يغتابك في غيبتك أو بمن يهتك في عرضك في غيبتك و قل حسبي الله ، لا تتفاخر بما عندك و يكفيك فخرا أنك مسلم فالتفاخر كان سببا لكفر قارون ، لا تخجل مما تعمل فمحمد كان راعيا فغدا معلما .
لكل منا ذات مستقلة نقويها بالإيمان و الإصرار ، نترفع عن تلويثها بالصمت ، نجعلها ترتقي بالعفو ، الرسل هم مثال على ذلك .. كانوا أصحاب حق ، أقوياء الحجة و كثيري الصمت ، و علينا أن نتعلم منهم .

شارك الخبر