الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأتم المرسلين ..
أما بعد..
إن الخيانة من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب فقد توعد الله الخائنين بالعذاب الشديد لقوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا }
فكيف بمن يخون الله عز وجل؟!
{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ } يخشى الخلق ولا يخشى الخالق ، يستحي من الخلق ولا يستحي من الخالق ، فما هذا إلا دليل على ضعف الإيمان وسوء ظن بالله .
فالحذر الحذر من مبارزة الله عز وجل بنعمه عليك ، الحذر من أن يحل بك غضبه وسخطه ، الحذر من أن تجعل الله سبحانه أهون الناظرين إليك .
{ وَهُوَ مَعَهُمْ } مُطلع على سرائرهم لا سترة ولا غفلة ولا غيبة وكفى به سبحانه زاجراً للإنسان عن المعاصي ..
ومما يتسبب في خيانة الله عز وجل دخول الفضائيات الساقطة إلى المنازل والإستعمال الخاطئ لبرامج التواصل الإجتماعي ؛ فيستترون خلف الشاشات ولايستترون من الخالق عز وجل ..
ونسوا أنهم محاسبون على أعمالهم صغيرها وكبيرها ، دقها وجلها ، علانيتها وسرها ، ويدخل في ذلك أعمال القلوب وأعمال الجوارح لقوله تعالى { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } ..
وقال الحسن في قوله تعالى { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } يكتب الملكان كل شيء حتى قوله لجاريته: أسقيني الماء ، وناوليني نعلي ، أو أعطيني ردائي . ويقال: يكتب كل شيء حتى صفيره بشرب الماء ..
ختاماً :- أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن والتوبة إليه سبحانه فما زال الباب مفتوح مالم تشرق الشمس من مغربها ،ومالم توافينا المنية لقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله عز وجل ليقبل توبة عبده مالم يغرغر ) أي بلغت الروح الحنجرة ..
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ..

بقلم/كيان دآعيه

شارك الخبر