نعم الله ..

نعم الله على العبد لا تحصى ولا تعد ، قال تعالى -( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )- .
يظن كثير من الناس أن النعمة في الأكل والشرب ! لا .. هذه ليست النعمة فقط .. فالعافية نعمة ، والولد نعمة ، والسمع نعمة ، والبصر نعمة ، بل والرجلان التي تمشي عليهما نعمة ! وكل شيء فيك نعمة ، فأنت تتقلب في نعم الله ولكنك لا تشعر ! بل وحتى خروج البول والغائط منك نعمة ! فهل تعلم ؟
كان علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – إذا خرج من الغائط مسح على بطنه وقال : يالها من نعمة لو يعلم الناس شكرها ..
وإذا أردت أن تعرف أنها نعمة فانظر إلى من فقد التحكم فيهما ! بعضهم لا تخرج منه هذه الفضلات إلا بعد أدوية وساعات ، وعسر ومعاناة ، يقول لي أحد المعاقين ممن فقد التحكم فيهما : والله لا أودّ أن أمشي فقد اعتدت عدم المشي ولكن أودّ فقط التحكم !
نعم .. نعم الله كثيرة ، فهل شكرت الله على هذه النعم ؟
بل والهداية نعمة ، والإسلام نعمة -( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان )- بل أن هذه من أجل النعم .
إذا فقدت شيئاً من النعم فاعلم أن الله أبقى لك نعم أخرى كثيرة .. كان احد السلف أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين ، وكان يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق ، وفضلني تفضيلا ! فمرَّ به رجلٌ فقال له : مما عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول ، فمما عافاك ؟
فقال : ويحك يارجل ! جعل لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبدناً على البلاء صابراً .
فأحمد الله على كل حال ، واشكره بلسان المقال ، يا من فقدت ما فقدت ، ما أجلك كلما صبرت ! فالنعم لا تدوم .. ولكن بالشكر تحافظ عليها ، -( ولئن شكرتم لأزيدنكم )- وفِي الحديث : ” إن الله يحب الحمادون ” .. نعم الذين يشكرون الله على السراء ويحمدونه على الضراء ! ” عجباً لأمر المؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وليس ذلك إلا للمؤمن ”
وأذكر لكم قصة ، قصة امرأة قريبة لي ، دائماً تحمد الله .. الحمد لله .. الحمد لله ، حتى وهي تسلم على أحد ! لم تنتهي القصة .. فقد رأت ابنتها أن ربها يحبها .
فأكثر من حمد الله وشكره ، فهذا من كمال ذكره ..
الحمد لله على كل حال .. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وأسأل الله لي ولكم التوفيق .

شارك الخبر