لشهرِ حكاية

حتى لو سمعوا ضجيج أرواحنا ، وبُكاء قلوبنا
وأرتجاف أقلامنا وضياع أوراقنا في لهيب النار
لن يأتوا !
هم لو كانوا يريدون البقاء لما رحلوا !
وتركوا خلفهم أناس  أحبتهم بصدق ،
هم لو كانوا يحبوننا بصدق لما أوهمونا بالأكاذيب !
وجعلونا نظن أنهم أشخاصٍ لُطفاء ،
فأنا أكتب إليهم كي يتوقفون عن ظنونهم تلك ،
 
فإلى أولائك اللذين يشعرون بأننا ما زلنا نُحِبهم
وما زلنا نذكر أيامهم !
وما زالوا يظنون بنا أننا !
ما زلنا نعشقهم !
ما زلنا نذكرهم !
ما زلنا نتخيلهم معنا !
ما زالت ذاكرتنا تحملهم !
ما زالوا يحسبون أننا وحيدون من بعد رحيلهم !
وما زالوا يظنون أننا نمروا على ذاك المكان الذي
كنا سويا نلعب ونضحك ونتشاجر  ونتحدث تحت
تلك الشجره .
لا يعلمون أننا بقينا نحاربُ الحنين والأشتياق حتى
تغلبنا وعشنا بعد مضي سنة على رحيلهم ، نتسابق
مع الريح ، والماضي يركض خلفنا ،
لا يعلمون أننا بقينا نداوي الجرح حتى شُفينا منه تماما،
ومضينا نركض خلف أحلامنا حتى تقاسمنا الحظ سويا ،
ما زالو يظنون ! نعم ما زالوا

وما زلنا نحن نمسحُ كُل ذكرى مُتعلقةٌ بهم .
فقبلةٌ على جبين حظنا أننا جعلناه يلتقي
بما لا مشاعر لهم  .

ويسألوني لما شهرُ ديسمبر افضل الشهور لديك !؟
وكانت إجابتي :!
أذكرُ كيف كنت والأن كيف أصبحت!
شهرٌ صنع حياتي وترك خلفي الكثير من الحمقى

 ففي شهر ديسمبر ،
أكثر شهرٍ صنع لي تجارب
أيقظني من الوهم .وكان أكثر شهرٍ ما زلتٌ أعقد
به كل ما مر علي حديث مملوء بالحياة

حرف:” غيمة 

شارك الخبر