..
بينَما تُطفئ الشوارعُ أنوارها .. و بينما تفردُ الطيرُ أجنحتها لتُحيط فراخها معلنةً انتهاء يومهم .. و بينمَا يسدل الليل صفحةً تمحو النهار بما فيه .. هناكَ في وسط المبانِي و في غرفة صغيرة يغلفُها الهدوء لا يُسمع فيها إلا صفحات كتاب .. تقلّبها الرياحُ لا الأصابع
هناك قلبٌ يتَهيأ للقاءِ السواد .. دفَعت الرياح شعلته لتُطفَأ .. و حُطمت جدران طموحاته ..
ماذَا دهاك؟
ما الذي جعل العالم بكل وسعه لا يسعُ حلمك الصغير؟ ما الذي غلف أيامك بالحزن و الشتات؟

خلقنا حتى لا نُهزم!
خلقنا ضعافًا تهزنا الكلمات، أؤمن بهذا، لكنّ الله منحنَا من القوة ما يجعلنا نبنِي أنفسنا بعد كل انكسار .. منحنا ما يجعلنَا نسلك طرقًا مختلفة إن ضاق بنا الطريق .. منحنا ما يجعلنَا قادرين و إن بعدت المسافة على أن نمضي متوكلين!

“الكلام لا يكلف شيئًا” أعلم هذا، لكنني بشر مثلك، و كل الناجحين بشر مثلك و كل المحطمين بشر مثلك و كل العائدين بقوتهم بشر مثلكَ بل أنت أقوى!
إن تحطمت ففتّش في نفسك عن مسار جديد، إن تعبت فاسترح لكن لا تُطيل فهناكَ من يعدّك ملهمًا، إن صمدت فاثبت.. و سترى كل الأيدي تُمد لك!

“الدنيَا حلوة خَضرة…” مُلئت بالجمال الذي قد تمحُوه بحزنك .. مُلئت بألوانٍ لم تَرَها بعد ، فقط أزل عن ناظريك ذلك الحاجز المُعتم.

قد تُظلم لكنها ستنيرك، قد تُهزم لكنك ستنهض، قد تحزن لكنك ستَسعد، قد تقف وحيدًا لأنك لم تدرك كم داعمًا لك، و بعد أن تدرك سيبدأ عالمٌ جديد.

هناكَ وقت، لتفتح صفحةً جديدةً كل يوم، هناك لحظةٌ تنتظرك أن تنطلق من جَديد، هناك مسار خلقه الله لكَ لتخطو فوقه، هناكَ جيش من الآمال ينتظرك أن تقوده!
لا تشككّ في قدرتكَ على الإحتمال، لقد مضيت .. صبرت .. لم يَحن الوقت لتهزم، و لا وقت للهزيمة!

شارك الخبر