الطريق الى محبة الله
ابو جابر
مقالات
27 أغسطس 2018
0
1026
عن أبي هُريرة – رضي الله عنه – ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنَّ الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مِمَّا افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأُعطينّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنّه ” . رواه البخاري .
هذا حديث عظيم يُبين سبب محبة الله ، وهو التقرب إليه بالنوافل ، فأكثر من النوافل من صلاة وصيام وحج وعمرة وصدقة وقراءة قرآن وذكر .. تنال هذه المحبّة العظيمة ! محبة رب الارض والسموات ، لا محبة مخلوق من المخلوقات ..! بل إن الإنسان إذا حصل عليها ، حصل على جميع المحبات حتى من هذه البريّات ، وسخَّر له كل شيّ ، وأرضى عنه كل حيّ .
يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – : ” الاعمال الصالحة تقرّب إلى الله عز وجل ، والإنسان يشعر هذا بنفسه إذا قام بعبادة الله على الوجه الأكمل من الإخلاص والمتابعة وحضور القلب أحسَّ بأنه قرُبَ من الله عز وجل . وهذا لا يدركه إِلَّا الموفّقون ، وإلا فما أكثر الذين يصلون ويتصدقون ويصومون ، ولكن كثيراً منهم لا يشعر بقربه من الله ، وشعور العبد بقربه من الله لا شكّ أنه سيؤثّر في سَيْره ومنهجه ” .
فيا أيها العبد الشارد ، إلى متى وأنت تتبع الشيطان المارد ! هل وجدت منه محبة وإخلاصا ، أم لم تستطع منه خلاصا ! ها هو مولاك يدعوك إلى محبته ! ألا تريد محبته ؟ أعرف أنّك تقول بلى ، فحافظ على الفرائض ، وعليك بكثرة الطاعات المستحبات ..
هل تظن أن محبة الله شيء هيّن ! لا والله .. من أحبه الله نال كل الأمنيات ، وأتته جميع الخيرات ! من أحبه الله أغدق عليه النعم ، ووفقه ويسر أموره وسدده وأعانه ، ووضع له القبول في الارض ، ففي الحديث ” إذا أحب الله عبداً نادى جِبْرِيل ، فقال : إني أحب فلان فأحبه ، فيحبه جِبْرِيل ، ثم ينادي في أهل السماء إنَّ الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ” . متفق عليه .
فأيُّ شيء أعظم من محبة الله ! هي والله مطلب وغاية ، من حصل عليها حصّل من الخير ما لا نهايه .. هنيئاً والله لمن أحبه ! هنيئاً له في الدنيا والآخرة ، فهو منه من المقربين ، وفِي الدارين من الفائزين ..
وإذا أحبه الله ما ذا يحصل ؟ قال : ” كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به .. ” إلى آخره ، والمعنى أنه يوفقه في جوارحه هذه فلا يستعملها إلا في ما يرضي الله . وماذا أيضاً ؟ قال : ” ولئن سألني لأعطينّه ” يستجيب دعائه إذا دعاه ! ” ولئن استعاذني لأعيذنّه ” يحميه ويعيذه إذا استعاذه .. فماذا تنتظر ؟! حاسب نفسك واسع عاجلاً إلى محبته ومرضاته ..
جعلنا الله من اهل محبته ، ورزقنا طاعته بفضله ومنته .
التالي اياك والعلاقات المحرمة
السابق «العشر الزوَاهي»