أنا طفلٌ
لست كأي طفل..
أنا طفلٌ فقد أمه وأباه، فقدهم في لمحة بصر..
عشت حياتي كلها بدونهم.. تضايقت.. تعبت.. ومرضت.
كنتُ أبحث عن أمي؛ أريد حضنها الحاني وحنانها الدافئ..
عدل الله ومشيئته اقتضت أن أتحمل لونًا من المرارة وحدي، ضربني زملائي فـ بحثت عن أبٍ أشكوا له وجعي؛ ليمنعهم من ضربي
لكني لم أجده!.
أغمضت عيني ثم فتحتها وإذا أجدني بدار الأيتام !..

نعم أنا يتيمٌ يتيم …

عندما كان يأتي زوار كُثر  كنت أرى فيهم حزنًا وشفقةً علينا، كانوا ينظرون إلينا نظرةً مختلفةً عن كل الأطفال، كما كنا نفرح كثيرًا إذا جاءنا شخص ما وضمنا إليه ولعب معنا يغمرنا الفرح والسرور ولو قليلًا، كان معي في دار الأيتام أصدقاء كثر، بعضهم لا يعرف أمه وأباه، ولا يعرف حتى من أين جاء؟؟

وسؤالهم دائما: أنا طفل أعيش كل سنوات عمري بسبب خطأ وذنب لم افعله؟!

مهلا يا أبي.. مهلا يـا أمي
أنا ابنكم، قطعة منكم
الناس الغرباء يقولون عني يتيم..
صحيح أنا يتيم، لكن أنا عندي كرامة، ومعي رب يحميني ويأخذ حقي.

أما سمعتم قوله تعالى ” فأما اليتيم فلا تقهر”

نصيحتي لكم..
يا آباء ويا أمهات أن تربوا أولادكم تربية حسنة، وتعينوهم على بركم، وأن تعلموهم كيفية التعامل مع اليتيم والإحسان إليه، فـ فقد الوالدين أمرٌ صعبٌ جداً بالنسبة لليتيم ..

وقد أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بكفالة اليتيم فقال: ” أنا وكافل اليتيم كهاتين”
ليذكرنا بحق اليتيم علينا، وعظم فضل من يكفله ويحسن إليه ويعامله برفق.

شارك الخبر