الحمدلله الغني الحميد, تفرد بالملك والتدبير, ليس كمثله شئ وهو السميع العليم, بيده الملك وهو على كل شئ قدير ..

أحبتي في الله : لقد أوجب الله علينا طاعته وحرم علينا معصيته سبحانه لأنه المحسن والمتفضل علينا وحده فكيف نسيئ إلى من أحسن إلينا ونعصيه في أوامره ؟ لكن والله يا أحبة أصبحنا الآن نستهين في معصيتة جل وعلا ونجاهر بالمعاصي ونفتخر بذلك ونتبع الغرب والمجتمع والموضة و”الاناقة المزعومة” ولا نتبع ربنا عز وجل الذي نسكن على أرضه سبحانه ! ندفع الأموال ونفتدي بها لأجل معصية الله..

ومن ذلك حلق اللحية ! نعم والله فكثير من أبناء المسلمين يدفع  الطائل من الأموال لإزالتها من وجهه ،بل قد يود بعضهم لو عدمها نهائيا وساق على ذلك الآلاف !!

وقد أمر رسولنا صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحى في قوله : ( أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى ) وقال أيضا (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس )

فإن إعفاء اللحية وقص الشارب فيه مخالفة اليهود والنصارى والمشركين واتباع لأوامر الله و رسوله صلى الله عليه وسلم فكيف يليق بمن يوحد الله أن يرفض ما اختاره الله له ؟

أهو أعلم بما يناسبه ويزينه أم الله أعلم ؟ لو أراد الله أن يكون الرجل ناعما لما عجز عن ذلك ! ولكنه ميز الرجل عن المرأة وكرمه وشرفه بهذه اللحية ! لكن للأسف ! رجالنا أصبحوا لا يعجبهم ما خلق الله لهم ! لا يريدون هذا التكريم والتشريف ! يحاربون الله ويخالفون أوامره .. يتجرؤون على الله ويحلقون اللحية ويقصونها ويتلاعبون بها ! ويجاهرون بها أمام الملأ والناس !

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) ! لكنهم استهانوا بها وأصبحوا يستحيون من الناس ولا يستحيون من الله ! يأكلون من رزق الله ويعيشون على أرض الله ويعصونه فوق كل هذا ! يسألون الله في كل ركعة من صلاتهم أن يجنبهم صراط الضالين ثم يذهبون ويتبعون أوامرهم وتقاليدهم ! فعجبا والله !!

إن الأنبياء والصحابة الكرام كانوا يعظمون اللحية وكان لها مكانة عظيمة في قلوبهم “فقد كان قيس بن سعد رضي الله عنه رجلا أمرد لا لحية له فقال قومه الأنصار: نعم السيد قيس لبطولته وشهامته ولكن لا لحية له ! فو الله لو كانت اللحى تشترى بالدراهم لاشترينا له لحية”

وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله ({يحرم حلق اللحية ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال} وقال القرطبي في اللحيه:{لا يجوز حلقها ولا نتفها ولا قصها} وقال عبد العزيز بن باز رحمه الله:{ إن تربية اللحية وتوفيرها وإرخاءها فرض لا يجوز تركه ! }

ومن يحلق لحيته فسيكون إثمه باق و ذنوبه جاريه إلى أن يتوب ويربي لحيته فسيكون الأجر والحسنات جارية حينئذ ..

فيا من اعتدت على حلق لحيتك ! تب إلى الله عزوجل ألا تستحي أن تعصي الله وأنت تأكل من نعمه وتعيش فوق أرضه ! كيف تتجرأ وتعصي من أحياك إلى الآن وأعطاك فرصه كي تتوب من ذنبك !

أخي الفاضل : من فضلك اترك لحيتك كما خلقها الله لك واتبع سنة رسولك الذي أخرجك من الظلمات إلى النور بإذن الله وفضله ورحمته سبحانه جل جلاله ! فكما أطعت الله في الصلاة والصيام أطع ربك في أمراللحية ! ما الذي يمنعك من ذلك ؟!!

أسأل الله أن يهدينا ويهدي ضال المسلمين وأن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يتجاوز عنا ويغفر لنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

شارك الخبر